28 مارس 2023
مرت اكثر من سنة على اطلاق الرئيس التونسي خطابا عنصريا في فيفري 2023، معتبرا ان وجود مهاجرين افارقة من جنوب الصحراء في تونس يؤدي الى « عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة »، زاعما انه « جزء من ترتيب اجرامي يرمي الى تغيير التركيبة الديمغرافية « في تونس والنأي بالبلاد عن الانتماء الى « الامتين العربية والإسلامية
ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف حملات العنف والمداهمات والاعتداءات في الأماكن العامة والخاصة والتشريد القسري الى الحدود الصحراوية ضدّ هؤلاء المهاجرين، وقد طالعتنا أخيرا فيديوهات توثق لاعتداءات وحشية بالعنف الشديد ضدّهم،كما وردت شهادات موثوقة تؤكد ان حملات الطرد من الشغل والسكن والابعاد الى الحدود الجزائرية والليبية لم تتوقف ، وكذا بالنسبة للايقافات في مراكز الامن والاحتجاز ، خارج أي اطار قانوني … ولعل اخر هذه الايقافات إيداع الرئيس السابق لجمعية الطلبة والمتربصين الافارقة ، السيد كريستيان كونغانغ ، مركز الاحتجاز بالوردية، وهو ، حسب توصيف المنظمات الحقوقية الدولية والتونسية ، « منطقة لا تخضع لأي قانون ، يحرم فيها الأشخاص ، تعسّفا ، من حريتهم.
والظاهر ان حملات العنف والمطاردة والايقاف والتهجير القسري ضد هؤلاء المهاجرين تلقى استحسانا لدى جل الحكومات الأوروبية التي لا ترى في النظام التونسي -وكل الأنظمة المستبدة في جنوب المتوسط- الا سدّا منيعا يمنع عنها تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء، بكافة الوسائل ، حتّى غير القانونية
وللتذكير فقد تزامن امضاء مذكرة التفاهم بين الاتحاد الأوروبي والرئيس التونسي في جويلية 2023 ، مع جرائم إنسانية ارتكبت في حق مهاجرين افارقة، انتهكت حقوقهم و شردوا وعذبوا ، ومنهم من مات جوعا وعطشا في الصحراء ، وهو ما اثار ردود فعل مستنكرة من قبل المنظمات الحقوقية، وطنيا ودوليا، التي رأت ان الحكومات اليمينية في الاتحاد الأوروبي لا تكترث بحياة المهاجرين ولا بحقوقهم و لا باتفاقيات الشراكة السابقة مع بلدان جنوب المتوسط حول ضرورة احترام حقوق الانسان ، ولا ترى في الدولة التونسية وأجهزتها الامنية الا حاجزا يمنع وصول المهاجرين وشريكا مستعدا لاستعادة مهاجرين تونسيين تلفظهم اوروبا ،أحيانا في خرق واضح للقانون الأوروبي والدولي
ان اللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الانسان، المتمسكة بمبادئ حقوق الانسان وبحقوق المهاجرين وطالبي اللجوء
-• تندد بالحملات العنصرية التي تستهدف المهاجرين الافارقة من جنوب الصحراء، وتجدد دعوتها للدولة التونسية الى الكف عن بث الخطابات العنصرية وإيقاف حملات العنف والتشريد والاحتجاز التي تقوم بها قوات الامن ومنع خطابات الكراهية التي تبثها أطراف قريبة من دوائرها في الفضاءات الافتراضية،
• تساند حق السيد كريستيان كونغانغ في الدفاع عن حقوق الطلبة الافارقة وتدعو الى اطلاق سراحه وسراح كل المحتجزين الأجانب المعتقلين ظلما وغلق مراكز الاحتجاز التي لا تتوفر على الحدود الإنسانية الدنيا
كما تدعو المنظمات الحقوقية على ضفتي المتوسط للتعبير عن رفض الانتهاكات التي تستهدف المهاجرين والضغط على الحكومات من اجل الالتزام بالقانون الإنساني الدولي والمعاهدات الحامية لحقوق المهاجرين وطالبي اللجوء.
C.R.L.D.H. Tunisie
Comité pour le Respect des Libertés et des Droits de l’Homme en Tunisie
membre du Réseau Euro-méditerranéen des Droits de l’Homme
21ter rue Voltaire – FR-75011 PARIS-
mail: crldht@proton.me